#شعر | ناصر القحطاني: سلمى
الأدب الشعبيالآن فبراير 25, 2024, 5:32 م 6537 مشاهدات 0
"طار منا اللي سواده كسا ريشه
واقتفاه اللي بوضْحه تناوشنا"
استعارة جميلة جداًّ ، شبّه الشاعر الشَّعْر الأسود بطائر أسود الريش طار، وذهب بالشباب، وأقبل طائر أوضح اللون أبيض، جاء بالمشيب.
هنا قصيدة رائعة من أحدث قصائد الشاعر السعودي الكبير ناصر القحطاني ، عنونها ب "سلمى" كنايةً عن الدنيا ويعبّر من خلالها عن تجربته الحياتية ونظرته إلى الأمور ببعض التفاصيل، وباستخدام نا الجمع فقد يعبّر الشاعر عن كل من عايشوا تلك التجربة بما انطوت عليه من أمل وكفاح وطول صبر.
يلاحظ القارئ أن ناصر القحطاني كتب القصيدة على غير عادته الشعرية ، إذ وظف قافيتين متشابهتين في الصدر والعجز "طواويشه-واحشنا" وهما من القوافي شبه الصعبة، والكثير من الشعراء حين يكتبون قصائدهم على هذا النحو "تشابه القوافي في المصراعين وقلّتها بمعنى الكلمات الصالحة للاستخدام" يقعون في مصيدة الحشو ، بينما تمكن ناصر من رسم إبداعية كل بيت من أبيات قصيدته، كما أن انتهاء البيت برويّ الشين منَح القصيدة نغمة لفظية جميلة ، كم أنت رائع ياناصر القحطاني:
ودنا نلحق على العمر ونْعيشه
مانوت سلمى تغنّي وتنعشنا
عن لذيذ العيش نركض ورا العيشه
واشغلتنا لقمة العيش ماعشنا
كم سبقنا في الصباح ومغابيشه
نور شمسه قبل توصل درايشنا
ان ركبنا البحر صرنا طواويشه
وان ضربنا البر ماهو بمبلشنا
يوم نسرح ماعلى روسنا ريشه
ويوم نطمع حدّنا مايعيّشنا
في رجا عيدٍ شرينا دشاديشه
وانتظرناه وبقى العيد واحشنا
كل ماحشنا لنا خوش تحويشه
طشّت وْجيه المواجيب ماحشنا
كل حوشٍ لا ذكرنا دراويشه
كنّ صيحات العذارى تشوّشنا
وان جهل جلّاب تمره على" بيشه"
جهله بْتاريخنا مايهمّشنا
وان تعدَّى الحظ مااروى معاطيشه
يكفي اللي مع هلِ الطيب حوّشنا
طار منا اللي سواده كسا ريشه
واقتفاه اللي بوضْحه تناوشنا
ماهقينا الخافق يْشيب من طيشه
لين فعلاً مابقى شي يدهشنا
العمر دربٍ عثر في مطاريشه
عقَل عاقلنا قبل طيش طايشنا
والعمر رقمٍ من الصعب تطنيشه
كن صوته كل مازاد يدوشنا
والحنين وضرّنا كثر تنبيشه
والحسوف ومابقىَ الّا تعرّشنا
آه ياسلمى متى العمر بنْعيشه
وش بنا عشنا وشفنا ولا عشنا
تعليقات